رونالدو والبرتغال- فرصة ذهبية لإنهاء صيام الألقاب في نهائي دوري الأمم.

في ليلة الأحد المرتقبة، سيشهد ملعب أليانز أرينا الشهير في ميونيخ مواجهة حاسمة، حيث يتقدم الأسطورة كريستيانو رونالدو صفوف المنتخب البرتغالي في المباراة النهائية المثيرة لدوري الأمم الأوروبية 2025 ضد المنتخب الإسباني العنيد. هذه المواجهة لا تقتصر أهميتها على كونها مجرد نهائي قاري مرموق، بل تتعدى ذلك لتصبح فرصة ذهبية لإنهاء فترة طويلة من الجفاف التهديفي في مسيرة "الدون" الحافلة بالإنجازات.
منذ فوزه بلقب كأس إيطاليا مع فريق يوفنتوس العريق في شهر مايو من عام 2021، لم يتمكن رونالدو من إضافة أي كأس رسمية إلى خزانة ألقابه. خمسة أعوام مرت، ارتدى خلالها ثلاثة قمصان مختلفة، وخاض غمار 15 بطولة متنوعة، لكنه لم يتمكن من الاحتفال بتحقيق أي فوز في نهاية المطاف. عاد إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد، ثم انتقل بعدها إلى نادي النصر السعودي، حيث قدم أداءً فرديًا استثنائيًا، مسجلًا 118 مساهمة تهديفية في 111 مباراة رسمية منذ وصوله في شهر يناير من عام 2023، لكن بريق الذهب بقي بعيد المنال.
وعلى الرغم من اقترابه الشديد من تحقيق الفوز في أكثر من مناسبة، إلا أن الحظ لم يحالفه مع فريق النصر. خسر نهائي كأس الملك عام 2024، وتعرض للهزيمة في نهائي كأس السوبر السعودي عام 2025، بالإضافة إلى خروجه من الدور نصف النهائي في دوري أبطال آسيا للنخبة. تجسد هذه المحاولات المستمرة صورة للاعب لا يزال يقاتل بكل عزيمة وإصرار، ولكنه لم يجد الدعم الكافي لتحقيق هدفه المنشود... فهل سيجد هذا الدعم في صفوف منتخب بلاده؟
في المباراة الحاسمة أمام منتخب ألمانيا في الدور نصف النهائي، أثبت رونالدو بما لا يدع مجالاً للشك أن العمر مجرد رقم. سجل هدف الفوز الثمين، ورفع رصيده التهديفي الدولي إلى 137 هدفًا مذهلاً، ليؤكد بذلك مكانته كأحد أعظم الهدافين في تاريخ كرة القدم.
النهائي القادم سيكون بمثابة مسرح لمواجهة مثيرة بين جيلين مختلفين من اللاعبين؛ رونالدو الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، والنجم الإسباني الصاعد بسرعة الصاروخ لامين يامال (17 عامًا)، الذي قدم أداءً لافتًا في الدور نصف النهائي بتسجيله هدفين حاسمين في فوز إسبانيا المثير بنتيجة 5-4 على منتخب فرنسا القوي.
بالنسبة لرونالدو، تمثل هذه المباراة أهمية قصوى، إذ تأتي في مرحلة حاسمة من مسيرته الرياضية، حيث يمر بفترة صعبة خالية من البطولات والألقاب. فهل يتمكن المنتخب البرتغالي من تعويضه عما فاته مع فريق النصر، وتحقيق حلمه بالفوز بلقب قاري جديد؟